آراء ومقالات

مسلسل حوار الأجيال الجزء الأول


سيناريو : جمال الدين العزلوك
بين زقاق المدينة العربي بتونس العاصمة والكلاب والقطط هنا وهناك تنبش الحاويات بحثا عن سد الرمق جلست وفي يدي صحيفة يومية أقلب الصفحات فإذا بي أجلس في مقهى عتيقة وليس بعيد عني يجلس رجل مثقف يدخن سيجارة الكريسطال وملامح تدل على أنه موظف من الطبقة الوسطى غارق في وحل الديون والطلبات العائلية.ثم طلب نرجيلة جيراك وكأس شاي.فتح صاحب المقهى التلفاز فإذا بها تنقل معاناة اللاجئين الأفارقة في المتوسط وأبحروا من سواحل ليبيا وتونس والتقرير التلفزيوني ركز على الهجرة غير الشرعية من شواطئ تونس بشكل خاص.ثم دخل شاب يبدو أنه عاطل عن العمل طلب كوبا من القهوة وصرخ بأعلى صوته “الهجرة من افريقيا اللعينة أشبه بوضع حبل في ثقب إبرة” .ثم استمعت إلى هذا الحوار الذي دار بين صاحب البدلة الوظيفية وهذا الشاب.
الموظف: يغادر الشباب التونسي سرا ولا يعلم المصير الذي ينتظره في اوروبا
الشاب: ينبغي على الدولة عدم ايقاف المهاجرين التونسيين لان الوضع الاقتصادي في تونس سيئ للغاية
الموظف:لو نهضت باكرا وبحثت عن شغل واكتفبت بما رزقك الله لأغناك.
الشاب:إن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة
الموظف:في تونس الشباب يرفض العمل في حضائر البناء وجني الثمار والزيتون لكن عندما يهاجر إلى ايطاليا وفرنسا يقبل مثل هذه الأشغال
الشاب:لأن الدول الاوروبية تحترم مبادئ حقوق الانسان والعامل وتعطي العامل الاجير حقه
الموظف:السواد الاعظم من الشباب يرفض العمل في تونس والمشكل حسب رأيي لا يتمثل في الدولة.فالدولة بنت مدارس وجامعات وبنى تحتية وقامت بدورها ولكن الشباب يرغب في الهجرة لتجربة الجوع والمعاناة والنوم تحت القناطر والكثير منهم يزج بهم في السجون بسبب الجرائم والسرقات واستهلاك المخدرات او بسبب التواجد بصفة غير شرعية في بلدانهم
الشاب :انا أؤيد فكرة هجرة الشباب وإن بعد العسر يسرا.والعبرة في الخواتيم.انظر الى واقعنا في تونس خريجي جامعات ومهندسين عاطلين عن العمل ومواد غذائية مفقودة وفساد ومعاناة وقساوة حياة في تونس وكل سنة أسوأ من السنة التي سبقتها.
الموظف:انظر الى الدول العظمى كالصين كيف تجاوزت مشاكل المجاعة واعتمدت على العمل والانتاج وأصبحت أقوى بلد صناعي وتجاري في العالم.ومن يزرع يأكل ومن يركن الى النوم لن يعطيه أحد لقمة دون مقابل.حتى في اوروبا لن يعطوك المال مجانا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى