أخبارثقافة

أطفال التوحد و أول يوم في المدرسة بين الواقع و الآفاق


التعامل مع طفل مصاب بالتوحد في المدرسة يعتبر تحدياً للمعلمين و للطاقم التربوي ككل ، إذ يتطلب التعامل مع مصابي التوحد بذل مجهود أكبر، والاهتمام بتفاصيل أكثر، للوصول إلى النتائج المرجوة، وتطوير الطفل وتحسين مهاراته التعليمية وفي هذا الصدد تعد معدلات استبعاد الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبما في ذلك الاطفال ذوي التوحد في التعليم أعلى من بقية الأطفال الطبيعين، و هناك الكثير مما يمكننا فعله للتقليل من مخاطر استبعاد التلاميذ ذوي اضطراب التوحد، ففي الواقع استراتجيات الدمج محددة جدا والتي يمكن للمدارس ان تستخدمها للتغلب على الحواجز التي تمنع الدمج المدرسي ، ومع ذلك قد ترغب المدارس في النظر في النصائح التالية عند التخطيط لأفضل طريقة لدعم التلاميذ من ذوي اضطراب طيف التوحد المدمجيين في المدارس العادية :
• كل طفل مصاب باضطراب طيف التوحد فريد من نوعه. لذلك ، فإن اتباع نهج واحد يناسب الجميع غير مناسب، فالاستماع إلى التلميذ ومحاولة فهم كيف يرى ويختبر العالم أمر ضروري ، لا سيما كيف يؤثر التوحد عليه كفرد. ومتى يكونون أسعد وأكثر هدوءًا؟ ما هي قوتهم؟ ما الذي يسبب لهم صعوبات تعليمية في الحياة المدرسية؟ فمن الضروري التركيز على تقليل القلق والتوتر لدى التلميذ المصاب بالتوحد حتى يتمكن من زيادة مرونته واستعداده للانخراط في التعلم. من خلال السلوك هذا الأخير هو شكل من أشكال التواصل. وجب اكتشف الأسباب الكامنة وراء السلوك ويمكنك بعد ذلك اعتماد استراتيجيات لمساعدة التلميذ.
• بناء علاقات إيجابية ورعاية وقبول مع جميع أولئك الذين يعملون مع الطفل – بما في ذلك أقرانهم – أمر حيوي والحفاظ على العلاقة و الثقة المتبادلة هي المفتاح ويجب توخي الحذر حتى لا تحكم على التلميذ أو تأخذ الأحداث على محمل شخصي .
• الآباء غالبًا ما يكونون خبراء في طفلهم. يجب أن تدرك المدارس ذلك وتساعد في تكوين صورة أكثر اكتمالاً عن التلميذ. حيث يحتاج الموظفون إلى العمل معًا كفريق واحد ، ودعم بعضهم البعض ؛ والبحث عن حلول وتوضيح الإجراء الذي سيتم اتخاذه إذا وصل التلميذ إلى أزمة. يعد عمل الشراكة الجيد عبر التعليم والصحة والرعاية أمرًا بالغ الأهمية ، حيث تتعاون المدارس مع الزملاء من المدارس والخدمات الأخرى ، بما في ذلك علم النفس التربوي والعلاج المهني والخدمات الاستشارية.
• التعرف على الاستراتيجيات التي قد يستخدمها الفرد بالفعل لإدارة التوتر والقلق لديهم ، (على سبيل المثال ، الهوايات / الاهتمامات أو السلوك التحفيزي الذاتي – “التنشيط” – يمكن أن يقلل من القلق) إنشاء مكان آمن – في في المدرسة حيث يمكن للتلميذ التوحدي أن يحصل على الوقت والمساحة بعيدًا عن أي مصدر للقلق. فإذا كانت المساحة مشكلة ، فقد تكون خيمة لعب على سبيل المثال/ أو وسائد / أو بطانية في أوقات القلق الشديد مما يسمح للطفل بالوصول إلى مكانه الآمن للتنظيم الذاتي والهدوء.
• لاكتساب فهم أفضل لكيفية العمل مع التلاميذ المصابين بالتوحد ، يجب أن يحصل الموظفون على تدريب خاص بالتعامل مع ذوي اضطراب طيف التوحد يتناسب مع دورهم التدريسي و يجب أن يكون الموظفون متيقظين للعلامات التحذيرية أو المحفزات التي قد تؤدي إلى مواقف قابلة للانفجار إذا تركت دون الالتفات إليها. وذلك لضمان اتساق النهج ، كما وجب التأكيد على أن أي تدريب على التوحد يجب أن يشمل جميع الموظفين. وهذا يشمل موظفي الادارة والمشرفين وقت الغداء ، الذين يلعبون دورًا حاسمًا في الإشراف على الأجزاء غير المنظمة من اليوم الدراسي والتي يمكن أن تكون مصدرًا للصعوبات.
• من أجل الإدماج الناجح للتلاميذ المصابين بالتوحد ، يجب أن يكون لدى المجتمع المدرسي بأكمله روح شمولية حقيقية ، وقبول الاختلاف والاحتفاء به.
ختاما تعتبر تربية طفل مصاب بالتوحد هي مسألة حساسة تتطلب الكثير من الصبر والحب والتفاهم حيث تختلف الاحتياجات الخاصة بالأطفال المصابين بالتوحد عن الأطفال الآخرين، ولكن من خلال التوجيه والدعم الصحيحين في المنزل والمدرسة يمكن إكمال عمليات التعليم والتنشئة الاجتماعية بشكل سوي ، وعليه على المدرسة التي تستقبل الطفل المصاب بالتوحد أن تهتم بعمل خطة التعليم الفردي والتي تشير إلى جميع الأدوات المفيدة لتسهيل التعلم مثل : تجهيز القاعات بما يتناسب مع حالة الطفل وتساعد الأطفال حسب أعمارهم المختلفة، مع ضرورة مشاركة أطفال التوحد أيضاً في أنشطة المدرسة أو أنشطة أخرى مع زملائهم في الفصل ..
الإخصائية النفسية كنزة دومي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى