أخبارأخبار عالمية

الشرق الليبي المحاصر بين الصراعات المسلحة و السيول الطوفانية : الكارثة غير مسبوقة جرفت البشر و الحجر

مقتل رأي : جمال الدين العزلوك

عندما نقول الشرق الليبي فإننا لا نقصد تفتيت ليبيا بل أفرزت الثورة الليبية المسلحة فصيلين سياسيين مسلحين خصمين لدودين في الشرق الليبي والغرب الليبي.أهم مدينة في الشرق الليبي قريبة لمصر هي بنغازي وأهم مدينة في الغرب هي طرابلس أو طرابلس الغرب للتفرقة بينها وبينها طرابلس لبنان.
طرابلس الغرب تحت سيطرة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة المنفي ورئيس حكومتها عبد الحميد الدبيبة وهي حكومة قريبة فكريا للتيار الإخواني تحظى بدعم تركي أما حفتر فيقيم في قاعدة الرجمة بعد حروب طاحنة بين ميليشياته وقوات طرابلس فكره السياسي قومي والعديد من أنصار القذافي ينضوون تحته …حرب انتهت بعد دخول الحليف التركي إلى طرابلس معزز بطائرات البيرقدار حسما للمواجهة بينهم وبين حفتر وحلفاءه الروس والفرنسيين والإماراتيين والمصريين والجنجويد.وأما مجلس النواب الليبي برئاسة عڨيلة صالح في بنغازي وهو موال لحفتر أو شيخ الرجمة كما يطلق عليه خصومه الليبيين.وبين الفينة والأخرى تشهد مدن طرابلس وبنغازي والزاوية… قتالا بين الميليشيات بسبب خلافات سياسية.وتضم مدينة الزاوية عديد الميليشيات وهي تضم مصفاة الزاوية للنفط.

1/ سعي نحو التسليح وعدم اهتمام بالبنية التحتية:
البنية التحتية في عهد القذافي كانت ممتازة وكل من ذهب إلى ليبيا ينبهر بحجم الطرق السيارة والبنية التحتية٬ لعل أبرزها النهر الصناعي العظيم الذي دشنه الرئيس الراحل القذافي.وحاليا تم تخريب أجزاء من المشروع بالرصاص والقذائف الصاروخية وتم تخريب مطارات ليبية عديدة وطائرات…ولم ينتبه الليبيين لأهمية صيانة وترميم السدود والأودية وبناء الجسور والقناطر ومراقبة مدى صلابة وتحمل هذه السدود٬ ربما لاعتقادهم أن ليبيا ذات مناخ صحراوي جاف لا تشهد كميات كبيرة للأمطار كباقي الدول العربية.وراحوا يشترون الأسلحة والصواريخ والعربات العسكرية من تركيا وروسيا والغرب لأن الليبيين لا يؤمنون بالحوارات السياسية ولا يعرفون الأحزاب السياسية وعقيدتهم عقيدة عسكرية ورثوها من ثورة الضباط الأحرار ونظام معمر القذافي.ولما جاءت كارثة درنة في الشرق الليبي سقط نحو 11 ألف ضحية وآلاف المفقودين تحت البحر. وهي حصيلة غير مسبوقة في ليبيا.سيول جارفة انطلقت من وادي درنة نحو سدي البلاد وبومنصور واقتلعت الأشجار والحجر وقتلت البشر وقذفت السيارات بعيدا عاصفة قوية جدا ثم أمطار طوفانية. بلغت 400 مم.
ويمكن القول أنه من إيجابيات هذه الكارثة أنها وحدت الشعب الليبي بعد الهبة من عديد المدن الليبية: نالوت وطرابلس وكاباو وبنغازي ومصراطة والزاوية …نحو درنة٬ ونقلوا معهم أطنانا من المواد الغذائية والطبية وعناصر الإغاثة والحماية المدنية من مختلف الجنسيات العربية والغربية.وبالتالي هناك تآخي وتجاوز للمشاكل السياسية بينهم واتفاق مشترك نحو صيانة السدود والأودية ومراقبة سلامة السدود…ففي النهاية البلد واحد والكارثة هددت الجميع واقتلعت آلاف الأرواح البشرية في مشاهد قاسية جدا ولا تزال سيارات عالقة تحت البحر تحتوي على جثث آدمية تنتظر السحب والدفن والجهود من عديد الدول تونس الجزائر الإمارات السعودية مصر الأردن رومانيا مالطا تركيا بنغلادش وفلسطين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى