أخبارأخبار وطنية

جولة السوق في رمضان قبيل المغرب:

من بين سويعات النهار يشهد السوق البلدي بتطاوين سكونا رهيبا وكسادا تجاريا من الصباح إلى الساعة الثالثة بعد الزوال. ولكن بعيد صلاة العصر تشهد الحركية التجارية تحسنا من ناحيتي العرض والطلب.
لا يختلف اثنان على أن سوق رمضان هاته السنة جيد مقارنة بالعام الفارط من ناحية توفر السلع وتحسن القدرة الشرائية للمواطن مقارنة بشهر رمضان الفارط.نظرا لأن السنة المنقضية 2020 شهدت البلاد أكثر من ثلاثة أشهر من الحجر الصحي وإغلاق الحدود مع ليبيا والجزائر.
ولكن هذا العام السلع متوفرة، خصوصا المهربة من القطرين الليبي والجزائري. على غرار الجبن والتن والعصير والمشروبات والشاي والتبغ وتبغ الشيشة والشوكولاكة مختلفة الأحجام والقهوة والأرز والحلوى…بأسعار مقبولة في متناول الجميع. في المقابل تشهد السلع التونسية نفورا من قبل المشترين عكس السلع المهربة الرخيصة التي تشهد إقبالا ملحوظا.فالناس لم تعد تبحث عن جودة المنتوج بل عن رخص السعر .فالمال قوام الأعمال وأسعار المنتجات التونسية في الدكاكين والمغازات مرتفعة. كما أن الكثير من الناس يتحدثون دائما عن أفضلية السلع الأجنبية المهربة على السلع التونسية ليس من ناحية السعر فقط بل أيضا من ناحية الجودة والقيمة كالشاي الأحمر أو الأخضر القادم من ليبيا وكذلك علب العصير والشوكولاطة المهربة من ليبيا والجزائر.ما سبب كسادا لدى الدكاكين والفضاءات الكبرى وغضبا لدى الباعة الذين يسددون الضرائب للدولة في حين المهربين لا يدفعون فلسا واحدا والسلطات غير قادرة على ردع هؤلاء المهربين والذين يصفونهم ب”مخربي الاقتصاد الوطني”.حتى أن الخضار لو هربت أيضا إلى تونس سوف تشهد إقبالا شديدا.وربما بات التونسي متعودا على السلع الأجنبية ولم يعد يحبذ السلع التونسية خصوصا في المناطق الحدودية مع ليبيا كالذهيبة وبن ڨردان ورمادة وتطاوين ومدنين وربما ولايات الشمال الغربي والڨصرين الحدودية مع الجزائر.وربما تكون الاسباب نفسية اجتماعية وسياسية بالأساس.دولة لم تقدم الشغل والتنمية بالتالي نخير سلع الجيران ويرون ذلك درسا قاسيا للدولة التي نسيتهم أو تناستهم عمدا.
جمال الدين العزلوك


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى