أخبارأخبار وطنية

غياب المواد الأساسية ينعكس سلبا على قفة المواطن الغذائية

المواد الأساسية الغائبة عن الدكاكين والفضاءات منهم التجارية في تونس تتمثل أساسا في مشتقات الحبوب: الفارينة والسميد والخبز والقهوة والزيت النباتي المستخرج من الصوجا والسكر .وهناك أزمتين تعصف بتونس أزمة توريد وأزمة انتاج.
1 ازمة التوريد:أزمات عالمية :
العديد من الدول الصناعية الكبرى كالهند والبرازيل والصين وروسيا وهي دول أعضاء في منظمة البريكس الحلف الجديد المنافس لمجموعة الثمانية والاتحاد الاوروبي. ترفض تصدير السكر والحبوب.فالهند والبرازيل قالت انها لن تصدر السكر بسبب فيضانات اجتاحت محاصيل الانتاج الزراعي وأضرت بانتاج القهوة والسكر.كما ادعت نيودلهي انها ترفض تصدير السكر بكميات كبيرة نظرا للطلب المحلي الكبير على مادة السكر.واما مادة الصوجا التي يستخرج منها الزيت النباتي فتنتج اساسا في كندا وأمريكا واكرانيا…ونظرا لتوقف موانئ التصدير في أكرانيا فان العالم بات تحت رحمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومجموعة البريكس التي تضم روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب افريقيا. ومؤخرا هناك حديث عن انضمام مصر والسعودية والإمارات الى الحلف.
2 أزمة داخلية في تونس :خلل في التوزيع
في تونس هنالك احتكار للمواد الأساسية الغذائية وتجويع للمواطن لغايات سياسية.كما هنالك ظاهرة التهريب نحو ليبيا والجزائر عبر الطرق البرية من الجنوب والغرب تطاوين بن ڨردان رمادة الذهيبة والڨصرين والشمال الغربي والقيروان وقفصة وتوزر…كما أن هنالك مشكل تهريب الابقار الحلوب إلى الجزائر لذلك فإن توفير مادة الحليب عادة يشهد تذبذبا في الاسواق.
3 تدافع وتهافت وقلة تنظيم:
المواطن التونسي يستهلك سنويا الكثير من الخبز والحبوب ولا يكتفي بحاجته بل يقتني كميات كبيرة من المواد الغذائية وقد تتلف ويلقي ببقايا الخبز والاكل في حاويات النفايات.فأمام المخابز تلاحظ تهافت وتدافع وصراخ وشجار وكل شخص يريد شراء اكثر عدد من الخبز.كما يرغب التونسي في شراء أكثر ما يمكن من السكر والزيت والمواد الغذائية.إذن هذه الظاهرة الاجتماعية متفشية في الاوساط وفي المدن وهي ظواهر نفسية في البشر .حب التملك واللهفة على الأكل والخوف من المستقبل والجوع.وهي تراكمات للإنسان البدائي الذي كان يخاف من الظلام والجوع والوحوش…كلها ظواهر نفسية في حاجة للدراسة السوسيولوجية.وفي الفلسفة يسمى هذا السلوك بالسلوك الديماغوجي.
الامن الغذائي هاجس يقض مضاجع الحكومات في ظل ازمات انتاج وتصدير وتوريد وصراعات وحروب في كل مكان للسيطرة على مواقع الانتاج الفلاحي لان اقوى سلاح في العالم هو سلاح التجويع. ومن يسيطر على منابع الثروات الغذايية سيقود العالم كالقطيع .هذا السلاح أقوى من الاسلحة النووية.

مقال رأي :جمال الدين العزلوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى