جمال الدين العزلوك
عمار 37 سنة هو شخص من أصحاب الشهائد العليا اختصاص عربية تخرج من جامعة منوبة سنة 2008 رفض القيام بنيابات وتشاجر عديد المرات مع موظفي المندوبية الجهوية للتربية بتطاوين. وطالب بقرض ورفض ملفه وتقدم للهجرة الى الخارج ولم يتحصل على تأشيرة فرنسا وحاول مرتين تجربة الهجرة غير الشرعية من شواطئ جرجيس وصفاقس ولم يستطع العبور .وأحرق الشهادة الجامعية ولا يستذكر من الجامعة سوى بعض الذكريات في مشرب الجامعة وزملاء السكن في المبيت.ينحدر من ولاية تطاوين.
عمار لا يغير المقهى الذي يرتاده ابدا.والمقهى وسط سوق تطاوين غير بعيدة عن شارع النفة ومحطة العاطلين عن العمل.وجلس ككل صباح ووضع معدات العمل جانبا داخل كيس مهترئ (مطرقة ميزان ماء وميزان خيط ميترو كلاب ربطة تل مطرقة جليز معلقة …).وطلب كوب قهوة اكسبراس دون سكر ووضع نفة بين الشفتين ودخن سيجارة من نوع كريسطال وقال “يا رب العمل عليك والشدة فيك”.ثم دخل رجل وهو يرمق الجالسين كأنه يبحث عن شخص أو يبدو كانه اضاع محفظة نقود أو هاتف جوال …ودار هذا الحديث بين الرجل وعمار.
الرجل :اهلا وسهلا وصباح الخير هل انت بناء ؟
عمار:صباح الخير نعم أنا بناء تفضل يا استاذ نزلت اهلا وحللت سهلا
الرجل:هل تبحث عن عمل ؟يبدو كأنك عامل ماهر ومنضبط
عمار :نعم واجرتي خمسين دينارا ويجب عليك توفير الغداء كسكسي باللحم والشاي والماء البارد ولا تنسى ان تجلب معك عامل لمساعدتي في البناء.
الرجل:موافق يا اسطا سيتشتغل معك ابني.افضل من جلب عامل اجرته 30 دينارا.
عمار :معك حق…الماء لماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه.
وبغبطة وفرح وضع عمار معدات العمل في السيارة واتجه الى الدكان لشراء علبة تبغ وعلبة نفة وبطاقة شحن اورونج بقيمة 1 دينار وصعدا السيارة.وانطلقا الى منطقة تسمى وادي الغار تبتعد عن تطاوين حوالي 16 كلم.ولما نزلا قال الرجل انه ينوي تلييس ثلاث غرف بالاسمنت وهدم حائط وبناء جدار .وأتى ابن الرجل وتهيأ للعمل.
عمار:اللياسة بالاسمنت ليست بالأجرة اليومية بل تلييس الجدران بنظام المتر مربع حوالي 6 او 5 دناتير سعر المتر مربع
الرجل :موافق لنتفق على سعر خمسة دنانير للمتر
ثم اتجه الرجل الى العمل وترك عمار وابنه في حظيرة البناء وطلب عمار من الشاب اعداد الاسمنت وغربلة التراب والاستعداد للعمل وتحضير السقالة وجلب البراميل…
الشاب ماسكا هاتفه : ظهري يؤلمني لا استطيع
عمار:ومن سيخلط الاسمنت ويغربل ويركب السقالة …؟ يبدو أنك كسول
الشاب :انت طبعا ستعد كل شيء
غضب عمار غضبا شديدا وطلب من الشاب الابتعاد عنه افضل من ضربه أو العودة الى المقهى.لكن هذا الشاب المشاكس شتم عمار وسخر منه.
وظل عمار يفكر في حل لهذه الورطة وكيف سيتعامل مع هذا الشاب الكسول وماذا سيقول لأبيه… ونسي أخذ رقم هاتف صاحب العمل كما بحث عن بطاقة الشحن الهاتفية فلم يجدها …يتبع
